صورة مرعبة من القرن الـ19 تكشف سر تضاؤل أعداد البيسون.. ماذا حدث؟ – منوعات




في عالمٍ كان يعجُّ بالكائنات البرية القوية والمهيبة، كانت الأرض يومًا موطنًا لقطعانٍ هائلة من حيوان البيسون، الذي سيطر بجسده الضخم وفرائه الكثيف على سهول أمريكا الشمالية لكن خلف هذه الصورة العظيمة، تختبئ قصةً مأساويةً لواحدٍ من أبشع فصول التاريخ البشري، حينما تحولت هذه المخلوقات إلى ضحايا صيد جائر لا يرحم.

سنعود إلى القرن الـ19 لنكشف أسرار الصورة المرعبة التي وثّقت الإبادة الجماعية للبيسون، وكيف أصبح هذا الكائن رمزًا للدمار الذي خلفه الجشع البشري؟

صورة تكشف سبب تضاءل أعداد البيسون 

بعد مرور أكثر من 100 عام، كشفت صورة مرعبة عن السبب الحقيقي خلف تضاءل أعداد حيوان البيسون وهو أحد فصائل الجاموس القوية، حيث تمت إبادته في غرب أمريكا الشمالية بالقرن الـ19 في عمليات صيد جائر غير مسبوقة، والتي تم توضيحها من خلال صورة فوتوغرافية شهيرة لبقايا هذه الحيوانات، بحسب مجلة «ساينس ألرت» العلمية.

وخلال الصورة يظهر أحد الصيادين وهو يقف على جبل كبير مكون عظام وجماجم حيوانات البيسون بعد إبادته في حادثة مرعبة وغير مسبوقة، خارج مصنع ميشيغان للكربون في روجفيل بولاية ميشيغان الأمريكية عام 1892.

أعداد البيسون قبل الانقراض 

في نهاية القرن الـ18، وصلت أعداد ثيران البيسون في أمريكا الشمالية بين 30 و60 مليونًا، وبحلول وقت التقاط هذه الصورة، انخفض هذا العدد إلى 456 بيسونًا بريًا فقط، حيث أدى تزايد استعمار الغرب للقارة إلى ذبح البيسون على نطاق واسع.

كما أدى وصول الصيادين المستوطنين بأسلحتهم، فضلاً عن الطلب المتزايد في السوق على جلود وعظام هذا الحيوان إلى تكثيف عمليات القتل، وقد تم إبادة معظم القطعان بين عام 1850 وأواخر سبعينيات القرن الـ19.

وتُظهر الصورة حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة والقضاء على أعاد مهولة من هذا الحيوان البري، وبمرور العقود أصبحت هذه الصورة رمزًا لمذبحة هذا الحيوان.

ما حيوان البيسون؟

البيسون هو أكبر الثدييات في أمريكا الشمالية، حيث يصل وزن ذكر البيسون ويسمى الثور إلى 2000 رطل ويبلغ ارتفاعه 6 أقدام، بينما يصل وزن الإناث وتسمى الأبقار إلى 1000 رطل ويبلغ ارتفاعها 4-5 أقدام، فيما يتراوح وزن عجول البيسون بين 30 و70 رطلاً عند الولادة.

منذ أواخر القرن التاسع عشر، كانت وزارة الداخلية الأمريكية هي المسؤولة الوطنية الأساسية عن الحفاظ على البيسون، حيث كانت  تدعم الأراضي العامة التي تديرها 17 قطيعًا من البيسون، أي ما يقرب من 10 آلاف بيسون داخل 12 ولاية.

على عكس شكل الجاموس الشائع، فيُغطى جسم حيوان البيسون البري بالفراء البني الثقيل، ما يجعله مميزًا وهدفًا قويًا للصيادين بسبب الحصول على فرائه، وبيعه بمبالغ خيالية، فضلًا عن استخدامه في صناعة الملابس الثقيلة.







التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *