القس رفعت فكرى يشارك فى مؤتمر المسيحيون الصهاينة وتأثيرهم على مسيحيي الشرق الأوسط



نظمت جامعة دار الكلمة في بيت لحم، برئاسة دكتور متري الراهب رئيس الجامعة، ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي تحت رعاية الأمير غازي بن محمد المعظم، كبير مستشاري الملك عبدالله، للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي للملك مؤتمرا
دوليا تحت عنوان المسيحية الصهيونية وأثرها على المسيحيين في الشرق الأوسط . 
حضر  المؤتمر من مصر القس رفعت فكري سعيد رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي وراعي الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج 
قال رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم الدكتور متري الراهب، “إن المسيحية براء من الصهيونية وهما ضدان لا يمكن أن يلتقيان،” مشيرا إلى أن المسيحية الصهيونية تشهد اليوم تناميا وزخما وانتشارا هائلا في أمريكا وأوروبا والنصف الجنوبي من العالم.” 
وأكد الراهب أن المؤتمر يتبى نهجا مناهضا للاستعمار ويسلط الضوء على الكيفية التي توفر بها المسيحية الصهيونية الاطار الايدولوجي اي القوة الناعمة التي تسهل احتلال المستوطنين للأراضي الفلسطينية ويوفر الدعم العسكري الغربي للاحتلال وللقوة الاستعمارية الغاشمة مما يتيح المجال للتطهير العرقي والإبادة الجماعية  
وبين الراهب أن المؤتمر ركز على موضوع لم يدرس من قبل وهو تأثيرات الصهيونية المسيحية على المسيحيين في الشرق الأوسط، بمشاركة ورعاية من قبل الكنائس المحلية بالإضافة إلى العلماء وقادة الكنيسة  مضيفا” من خلال ذلك أردنا ان نؤكد الاستماع إلى مسيحيي الشرق الأوسط بدلا من مناقشتهم كمادة إعلامية.
وأشار الراهب إلى أن المؤتمر يهدف ايضا إلى تجميع ونشر مقالات عالمية غير مسبوقة عن المسيحية الصهيونية وقد أعدنا في المؤتمر تعريف مفهوم المسيحية الصهيونية التي لها عدة أوجه فلم تعد فقط المسيحية المحافظة وانما هناك مسيحية صهيونية في الكنائس الرئيسية واليوم المسيحية الصهيونية تنتشر بقوة في افريقيا وأمريكيا اللاتينية وشرق اسيا ومن هنا فإن إعادة تعريف المسيحية الصهيونية أعطانا إضافة جديدة عن المسيحية الصهيونية وخطرها الحقيقي على المنطقة.
واضاف “يتمتع المؤتمر بأهمية كبيرة لأنه ينعقد في الأردن في موقع عماد السيد المسيح  لذلك ابتدأنا المؤتمر بمسيرة حج استمرت لثلاث ساعات لنترك للمكان أن يعمل أثره الروحي فينا،”.
وكان بطريرك المدينة المقدسة غبطة البطريرك ثيوفيلوس قد قال في افتتاح المؤتمر “أن شرعنة الصهيونية المسيحية للإبادة الجماعية وتأييدها للاحتلال والعنف ليست جزءًا من المسيحية الحقيقية،فالمسيح لم يدعُ أبدًا إلى العنف”.
ويرى أستاذ التاريخ في جامعة شمال تكساس وقسيس في الكنيسة الإنجيلية الأمريكية الدكتور روبرت سميث، ان المسيحية الصهيونية ليست ظاهرة جديدة فقد عملت قبل اربعة قرون على التطهير العرقي للسكان الاصليين الذين انتمي اليهم، وما حدث في امريكا فيل اربعماية عام يشبه إلى حد كبير ما يعانيه الشعب الفسطيني اليوم في فلسطين.
واضاف” في احيان كثيرة نرى الفاشية وقد كشرت عن انيابها بكل وضوح وهذا ما نراه في غزة 
وأضاف” لقد عايشت الفلسطينيين في القدس لسنوات وعشت الامهم ومعاناتهم ومن المؤلم ان ارى ما تقوم به حكومتي الامريكية من اعمال التطهير العرقي والابادة في فلسطين.
ويؤكد الدكتور روبرت” لكي نستطيع ان نطور استراتيجيات لا بد من تحليل هذه الظاهرة لإنه دون تشخيص لا يمكن الوصول إلى علاج، وهذا المؤتمر هو محاولة لتشخيص المرض من خلال تفكيك المسيحية الصهيونية بكل ابعادها وجميع جلسات المؤتمر ركزت على الوصول إلى استراتيجيات والتوصيات المطلوبة، كما ان من بين المشاركين في المؤتمر عدد من رؤساء الكنائس الامريكية الداعمة للشعب الفلسطيني والتي تسعى بكل ما اوتيت من قوة لمحاربة الافكار المتطرفة. 

وقالت الاستاذة في جامعة اوستن الامريكية كرستين سليقا ماكورنك “أنا من مدينة اسمها “إل باسو”، وهي مدينة على حدود المكسيك على الجدار مباشرة ورأيت الجدار الذي يفصل الولايات المتحدة عن المكسيك، والمعاناة التي يعانيها المهاجرون من أصول لاتينية إلى الولايات المتحدة،” مضيفة “
عندما زرت بيت لحم في فلسطين ورأيت الجدار، جدار الفصل العنصري في فلسطين، دون تردد رأيت ما يربط بين جدار الفصل العنصري في فلسطين والجدار الذي يفصل الولايات المتحدة عن المكسيك وبالتالي فهمت ما يعانيه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والذي يشبه إلى حد كبير ما يعانيه المهاجرون من أصول لاتينية في الولايات المتحدة، وبذلك، رأيت أن أهمية التضامن بين الشعوب المظلومة مع بعضها البعض هي أمر بالغ الأهمية.
واردفت” بالواقع أحد أسباب المعاناة الفلسطينية هي المسيحية الصهيونية، هذه المسيحية الصهيونية التي هي عبارة عن إيديولوجية للقوة الغاشمة، والتي عملت عملها مع المهاجرين من أصول لاتينية ومع الفلسطينيين، هذه الإيديولوجية اليوم وبتمويل من حركات أمريكية استطاعت أن تتغلغل في الأمريكيين من أصول لاتينية.” قائلة “هذا الفكر المسيحي الصهيوني ينتشر كالنار في الهشيم لذا نذرت نفسي أن أبني جسورًا بين الفلسطينيين وبين جماعتي الأمريكيين من أصول لاتينية، وأن نعمل معًا من أجل مجتمع تسود فيه العدالة وهذا المؤتمر الذي يناقش المسيحية الصهيونية بالنسبة لي فرصة مهمة.”اما رئيس مجلس الحوار والعلاقات في الكنيسة الانجيلية  بمصر القس رفعت فكري قال جاء هذا المؤتمر لمواجهة الأفكار الموجودة لدى بعض المسيحيين والتي تدعم اسرائيل في ممارساتها، مبينا أن هذه الافكار تأتي بناء على بعض التفسيرات الحرفية لعدد من أيات العهد القديم والتي تنص على أن اليهود يمتلكون الأرض من النيل للفرات ويتمسكون بهذه النصوص رغم ان هذه الوعود قد انتهت وتحققت قبل مجئء السيد  المسيح إلى عالمنا
ويضيف اننا في هذا المؤتمر ضد هذه الأفكار المتطرفة وندعو  الناس إلى قراءة النصوص الدينية في ضوء السياق التاريخي والحضاري ونوجه دعوة للضمير العالمي إلى الاستيقاظ لإقرار الحق والعدل والسلام ونبذ العنف والقتل والحروب، لافتا إلى أن التمسك بهذه النصوص حرفيا خلق تعاون مشترك ما بين الأصولية عند بعض المسيحيين والأصولية اليهودية وبالتالي نجم عنها ما نراه يحدث حاليا في غزة وفلسطين. 
من جانبه قال مدير عام مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الدكتور طارق الجوهري’ دون شك فكرة المسيحية الصهيوينة تحدي كبير على الدين المسيحي بشكل عام واخوانا المسيحين العرب بشكل خاص وهذا تحدي ضد الكل نحن كعرب سواء مسلمين أو مسيحين هذا تحدي ضد هويتنا العربية وهذا ينتج من تهميش الرأي العربي والتجريد من الانسانية للعرب بشكل عام” مضيفا ‘ لاحظنا 
 تثليث فكري إنه يوجد مشكلة دائما في فهم النصوص وفي مشكلة في ادراك الواقع وفي مشكلة في تطبيق هذا لنصوص على الواقع المعيشي والاحظ نفس الشيء في الصهيوينة المسيحية اذ انهم قد اتوا بتفاسير جديدة أو اراء جديدة خاص ببعض الايات الانجيلية أو التوراة مع عدم ادراك للواقع المعيشي للعرب في فلسطين ولا شك أن تطبيق وهذا التفسير الفاسد لتلك النصوص على الواقع المعيشي ياتي بالفساد في الارض والقتل والتدمير بشكل يخالف مبادئ اي ديانة سماوية وخاصة الدين المسيحي الذي يدعو إلى الحب والمحبة والرحمة
وشارك في أعمال المؤتمر الدولي مجموعة من الخبراء الأكاديميين والقيادات الدينية العالمية من 17 دولة من المختصين في علوم الدين والتاريخ والآثار والأنثروبولوجيا ذات العلاقة بالمسيحية الصهيونية اضافة إلى  رؤساء كنائس القدس والأردن، تناولوا عدة محاور منها “فهم الصهيونية المسيحية تاريخيًا” و”الصهيونية المسيحية والاستعمار والإبادة الجماعية” و”الصهيونية المسيحية وعلم الآثار الاستيطاني والتهديد للقدس” و”الصهيونية المسيحية العالمية في الولايات المتحدة ومنطقة الشمال وأوروبا الغربية” و”الصهيونية المسيحية العالمية في كندا والهند واليابان” و”الدراسات الناشئة حول الصهيونية المسيحية” و”الاستراتيجيات والتكتيكات لمواجهة الصهيونية.





التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *