عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع رادار نقدم لكم اليوم إلى الوالي التازي نُجدد النداء .. هَلْ تَسْمَعْ؟!
في الزوايا الخافتة من مشهد المدينة، حيث الأضواء باهتة، والأنفاس محبوسة في زحمة الأزمات، تقف طنجة متوجسة، مثقلة بالأسئلة .. وَالِيهَا، يونس التازي، لم يظهر، لم يتحدث، وكأن صمته صار جزءا من جدران المدينة، ينعكس على ملامحها المتعبة ويزيدها غربة عن واقعها.
تقرير الفيفا الأخير، بتقييمه الصارم، كان كمن يصفع المدينة أمام أبنائها ويجبرها على النظر إلى مرآة قاسية؛ تقييم الإقامة (2,2 من أصل 5)، النقل والمواصلات (2,6/5).
هي أرقام بمثابة أحكام تعكس فشلا ممتدا، يكشف عن عجز المسؤولين الذين كانوا وما زالوا يغلفون الواقع بمشاريع براقة تخفي تحتها هشاشة لا تُخطئها عين.
طنجة، التي يُشار إليها بـ”عروس الشمال”، تبدو الآن عروسا قديمة تآكلت أقمشتها، وهي تصرخ بلا صوت: أين أنتم أيها المسؤولون؟ وأين أنت أيها الوالي، من هذه الحقيقة المرة التي يصرخ بها الجميع إلا أنت؟
نعم، لدينا ميناء طنجة المتوسط، ولدينا مناطق التجارة الحرة، ولدينا مشاريع تطل علينا من شاشات الأخبار كأنها طموحات مستحيلة تحققت.
ولكن، ماذا عن المدينة التي تعيش تحت وطأة توسع عمراني عشوائي؟ ماذا عن سكان بوخالف و بني مكادة الذين يختنقون في أحياء تخنقها العشوائية؟
كيف يستقيم أن نفخر بمشاريع ضخمة ونحن لا نملك طرقا تُسهل الحياة اليومية، ولا خدمات تستحق أن تُسمى أساسية؟!
التقرير الدولي لم يكن سوى مرآة، ونحن حين انتقدنا والي المدينة وكل من ساهم في هذا الواقع، كنا نرى الأمور بوضوح.
والآن، مع هذا التقرير، تتأكد صحة انتقاداتنا؛ ما نراه في طنجة اليوم هو نتاج صمت المسؤولين عن الأخطاء، ونتاج صمت الوالي الذي اختار أن يكون جزءا من الأزمة بدلا من أن يكون بداية الحل.
إلى الوالي نجدد النداء .. هل تسمع؟
يا والي طنجة، كيف يمكنك أن تصمت أمام كل هذا؟ هل يُريحك أن ترى طنجة تُجلد على يد التقارير الدولية، وأنت ساكنٌ كمن لا يعنيه الأمر؟
صمتك ليس حيادا، وإنما اختيار؛ واختيارك هذا هو ما جعل طنجة تغرق في فوضى بلا نهاية. أين التخطيط؟ أين الحلول؟ وأين أنت في قلب هذه العاصفة؟
طنجة لا تحتاج إلى والي يُراقب بصمت؛ تحتاج إلى قيادة تُقر بالفشل وتبدأ من جديد.
نحن قلناها سابقا وسنقولها الآن : هذا الواقع هو نتاج تقاعسك، ونحن على حق حين نصرخ، حين ننتقد، وحين نطالب بمستقبل أفضل لعاصمة البوغاز.
يا سيدي الوالي .. طنجة لا تنتظر منك كلمات، بل أفعالا تُعيد لها كرامتها؛ فلا تجعل من صمتك جدارا آخر يُضاف إلى قائمة الخيبات.
كفى تجاهلا! كفى صمتا! وكفى وعودا لا تتحقق!!
” title=”YouTube video player” frameborder=”0″>
التعليقات