إسرائيل تستخدم مياه الشرب كسلاح فى حرب غزة.. اندبندنت: الأزمة الأسوأ منذ عقود

سلطت صحيفة الاندبندنت البريطانية الضوء على استخدام إسرائيل للمياه كسلاح فى غزة والاضرار الناجمة عن ذلك، مشيرا إلى ان البنية التحتية تعرضت للخطر فى غزة وقدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مياه الشرب ما جعل المنطقة تواجه أسوأ ازمة مياه منذ عقد من الزمان.

منذ تصاعد هجوم إسرائيل على غزة العام الماضى، شهد القطاع انهيار نظام الرعاية الصحية، وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، ووفاة المدنيين الفلسطينيين ومع ذلك، ثمة أزمة أكثر هدوءا بدأت تتكشف تحت السطح، إذ يكافح الفلسطينيون فى قطاع غزة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه.

حتى قبل أكتوبر 2023، كانت مياه غزة فى أزمة، حيث يعتبر ما لا يقل عن 96% من المياه الجوفية غير صالحة للاستهلاك وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاعتماد المفرط على استخراج المياه الجوفية. وفى المقابل، أدى هذا إلى جعل المياه المستخرجة غير صالحة للشرب بدون تحلية.

وتسبب القصف الإسرائيلى فى تدمير البنية التحتية الهشة بالفعل للمياه سواء من خلال الهجمات المستهدفة أو التأثيرات غير المباشرة للحرب ولم يمنع الحصار الإسرائيلى للإمدادات الإنسانية وصول المياه النظيفة والوقود، الضرورى لتحلية المياه وتوزيعها إلى الأفراد الذين يحتاجون إليها فحسب، بل أدى الجيش الإسرائيلى إلى تفاقم المشكلة من خلال إغراق أنفاق حماس بمياه البحر ما سيتسبب فى زيادة ملوحة المياه الجوفية.

وتسلط القيود المفروضة على نقل المياه الضوء على الواقع المتمثل فى أن المياه المتدفقة إلى غزة من إسرائيل سياسية فى جوهرها والنتيجة هى أن المدنيين، إلى حد كبير، يتركون دون الوصول إلى مياه آمنة، مما يزيد من تفاقم أزمة الصحة العامة المروعة بالفعل.

ويعانى الفلسطينيون من برك كبيرة من مياه الصرف الصحى الراكدة فى الشوارع دون تصريف، وتم إلقاء مياه الصرف الصحى ليس فقط فى الشوارع بل وأيضا فى البيئة، خاصة فى البحر الأبيض المتوسط، بكميات مثيرة للقلق ويقال إن جميع مرافق الصرف الصحى فى قطاع غزة معطلة.

وأكد المقال، أن الافتقار إلى معالجة كافية لمياه الصرف الصحى والتلوث الحتمى لإمدادات مياه الشرب قد عرض الأفراد لمسببات الأمراض وسبب مخاطر صحية خطيرة للفلسطينيين

وقالت الصحيفة، إن الوصول غير المقيد إلى المساعدات الإنسانية مطلوب لتوفير المياه النظيفة إلى جانب الوقود والكلور وغيرها من امدادات المياه والصرف الصحى رغم كونه حل غير مقيد، ويجب توزيع معدات معالجة المياه المنزلية وأنظمة تحلية المياه بالطاقة الشمسية على نطاق صغير لدعم أولئك الأكثر احتياجا للوصول إلى المياه النظيفة.

وأشار التقرير، إلى أن استخدام إسرائيل للمياه كسلاح أمر غير جديد فانه لا يزال يشكل انتهاك للقانون الدولى ويجب معالجنه على الفور.